المجلة | آيـــة |{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
إن الاستجابة إلى الله عز وجل أنصع دليل وأصدق برهان على صحة الإيمان وصدق اليقين، والاستجابة لأوامر الله إنما تكون بإزالة العوائق التي تقوم بين المؤمنين وبين ربهم، فلا يقفون أمام كل تكليف بعائق من هوى يمنعهم .. وهذه هي الاستجابة في عمومها .. ثم أخذ يفصل بعض هذه الاستجابة: ( وأقاموا الصلاة ) للصلاة في هذا الدين مكانة عظمى ، فهي التالية للقاعدة الأولى فيه . قاعدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وهي صورة الاستجابة الأولى لله . وهي الصلة بين العبد وربه . ( وأمرهم شورى بينهم ) إن التعبير يجعل أمرهم كله شورى ، ليصبغ الحياة كلها بهذه الصبغة .. فهذا الطابع إذن أعم وأشمل من الدولة في حياة المسلمين . إنه طابع الجماعة الإسلامية في كل حالاتها ،إنه طابع ذاتي للحياة الإسلامية ، وسمة مميزة للجماعة المختارة لقيادة البشرية . وهي من ألزم صفات القيادة . أما الشكل الذي تتم به الشورى فليس مصبوباً في قالب حديدي ؛ فهو متروك للصورة الملائمة لكل بيئة وزمان ، لتحقيق ذلك الطابع في حياة الجماعة الإسلامية . والنظم الإسلامية كلها ليست أشكالاً جامدة ، وليست نصوصاً حرفية ، إنما هي قبل كل شيء روح ينشأ عن استقرار حقيقة الإيمان في القلب ، وتكيف الشعور والسلوك بهذه الحقيقة .. ( ومما رزقناهم ينفقون ) إن الإنفاق العام من رزق الله كان توجيهاً مبكراً في حياة الجماعة الإسلامية . بل إنه ولد مع مولدها .. ولا بد للدعوة من الإنفاق . لا بد منه تطهيراً للقلب من الشح ، واستعلاء على حب المال ، وثقة بما عند الله . وكل هذه الأشياء ضرورية لاستكمال معنى الإيمان ..

المزيد